دلت الحفريات الأثرية التي جرت في غمارة دبي على أنها ذات تاريخ عريق يمتد لأكثر من خمسة آلاف عام، نظراً لموقعها الجغرافي المميز والذي أتاح لها إقامة علاقات وثيقة بالحضارات الإنسانية، فنشأت فيها بعض المستوطنات في كل من القصيص، حتا، أم سقيم، جميرا، حيث تم العثور فيها على العديد من المباني السكنية والمدافن الغنية بالأدوات الفخارية والحجرية والنحاسية والبرونزية إضافة إلى الأصداف واللؤلؤ والخرز والحلي.
وقد هيأ لها موقعها الفريد كبقية مدن ساحل الخليج العربي في أن تلعب دوراً هاماً في تجارة العالم القديم، ولما كانت دبي أحد أشهر الأسواق التجارية في الوقت الحاضر قد لعبت دوراً في التجارة بين الشرق والغرب منذ ماينيف على خمسة آلاف عام تصل سفنها للهند والسند وبلاد مابين الرافدين وتتمتع بمظاهر حضارية متفوقة في مجال الفن والتصنيع والبناء منذ بداية الألف الثالث قبل الميلاد، وقد احتفظت الإمارة بمكانتها المميزة إبان العصور الإسلامية حيث لعبت دبي دوراً هاماً في مجال التجارة العالمية وكانت محطة للقوافل التجارية المارة بها مابين عمان وبلاد الرافدين متعها بقسط وافر من مظاهر مدينة الحضارة العربية الإسلامية ومازالت دبي تتمتع بذات المكانة المرموقة في النشاط التجاري حتى العصر الحديث.