ولد الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم بدبي عام (1912) وعاش في كنف والديه وقد تلقى دراسته الأولى في الكتاتيب ثم انتقل إلى مدرسة الأحمدية فدرس الفقه واللغة العربية إضافة إلى التاريخ والحساب والجغرافيا وقد تميز منذ شبابه بالمثابرة والجد نحو الفضائل وسمو الغايات وهي القيم التي صاحبته في رحلته الحياتية والعملية منذ استلامه حكم إمارة دبي عام (1958) وحتى وفاته عام (1990).كان رحمه الله قد رفع شعار العمل .. وبناء الكوادر الوطنية وتسخير الامكانيات المادية لصالح الشعب.
كانت فطنة الشيخ راشد وسياسته الحكيمة ترى أن الوحدة هي السياج المنيع وهي الحماية وأن الوحدة لها منطلق عربي شامل.
لقد وضع مع حكام الامارات اللبنات الأولى لقيام تجربة اتحادية جديدة بمنطقة الخليج تجربة اختلفت عن كافة التجارب الوحدوية العربية امتزجت فيها الأرواح والقلوب وارتبطت القومية المعبرة عن مصالح شعوبها تم خلالها تجسيد طموحات المواطنين الذين عانوا الحرمان خلال سنوات القسوة وهكذا كان قيام دولة الامارات العربية المتحدة في 2/12/1971 الحلم الذي تحقق وقد تولى رحمه الله منصب نائب رئيس الدولة منذ ذلك التاريخ وحتى وفاته في 7/10/1990.
لقد شارك أخاه صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الامارات في اتخاذ القرارات المصيرية وبناء الدولة العصرية وساهم في إضاءة سبل الحياة لكل المواطنين ليس في دبي وحدها بل في كافة امارات الدولة الإتحادية.
وامتدت أياديه البيضاء إلى كل مكان في أرجاء الدولة بدءاً ببناء المساكن الشعبية وتشييد الطرق ومشاريع التعليم إلى مطار دبي الدولي وميناء راشد وميناء جبل علي والمنطقة الحرة والمركز التجاري العالمي ونفق الشندغة وغيرها من المشروعات والإنجازات العديدة التي لايتسع المجال لذكرها.
كما كان رحمه الله شخصية كريمة آمنت بالخير لكافة أبناء الدولة وبأهمية توزيع الثروات وتنوع مصادر الدخل القومي فعملت على تحقيقه شخصية آمنت بالكثير وحققت الكثير.
قليلون هم القادة الذين تظل ذكراهم حية بعد رحيلهم وقليلون هم القادة الذين يرتبط تاريخ بلادهم باسمهم خصوصاً في مرحلة التحولات الكبرى.
وبرحيل الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم فقدت دولة الإمارات أحد قادتها الذين شاركوا بدور رئيسي في بناء دولة الإتحاد ورعاية مسيرتها.
|