يعتبر الحادي عشر من نوفمبر عام 1977م علامة مضيئة في مسيرة النهضة التي شهدتها دولة الإمارات العربية المتحدة التي قادها صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس الدولة رحمه الله، ففي ذلك اليوم شهدت الدولة انطلاقة أول مؤسسة تعليمية عليا بإنشاء جامعة الإمارات العربية المتحدة، لتكون مشعل هداية ونور لكل أبناء الوطن ولتصبح مؤسسة علمية وتربوية وثقافية تضاهي أرقى المستويات المشابهة في العالم، وخلال مسيرة الجامعة التي تمت ذلك اليوم ربع قرن من مسيرتها، شهدت الجامعة تطوراً ملموساً في أهدافها وأعمالها ووحداتها، فزادت عدد الكليات فيها من أربع لتصبح تسع كليات، وارتفع عدد الطلاب الملتحقين فيها من خمسمائة طالب وطالبة تقريباً إلى مايجاوز ثمانية عشر ألفاً يقابلهم ستةوعشرون ألف خريج وخريجة يتولون مسؤوليات مختلفة في شتى مرافق الدولة ومؤسساتها، ومنذ نشأت سعت الجامعة لأن تكون رائدة في ميدان التعليم العالي وهذا مادفعها لتطوير خططها وبرامجها مما مكنها من الحصول على اعتراف عالي لبرامجها الإدارية والهندسية، كماحظيت بقية البرامج بتطوير ملموس يؤهلها للحصول على مثل هذا الإعتراف، وقد سبقت الجامعة في هذا المضمار جامعات شقيقة أخرى تأسست قبل جامعة الإمارات بعقود طويلة، لكن القيادة الثاقبة لسمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي- الرئيس الأعلى للجامعة، دفعت بمسيرة جامعة الإمارات إلى مصاف الجامعات المتقدمة، واليوم حين تحتفل الجامعة بمرور ربع قرن على إنشائها إنما تحتفل بالقيم العلمية والتربوية التي رسختها في مجتمع الإمارات، كما تحتفل بالطموح والتطلع إلى المستقبل برؤى ثابتة وقوية لتصبح نموذجاً متميزاً من التعليم العالي في المنطقة والعالم، خاصة وأن الجامعة قد وضعت استراتيجية مستقبلية تهدف إلى تحويل الجامعة لتصبح مؤسسة للبحث العلمي، كماأنشأت مراكز للتعليم المستمر لتؤدي دورها في مسيرة التنمية الوطنية الشاملة، وامتدت رسالة الجامعة إلى كل بيت ومؤسسة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وماالاستشارات والخبرات التي تقدمها لكافة مؤسسات الدولة إلانموذجاً متميزاً لرسالة الجامعة الشاملة كماأن رسالتها في النهوض بمجتمع الإمارات ثقافياً وتربوياً وعلمياً واضحة لكل إنسان، فلم يكن من السهل أن يتم إعداد هذه الآلاف من أبناء الدولة وغيرهم ممن درس بالجامعة، إذ شهدت مرحلة النشأة صعوبات كثيرة كادت أن تحد من مسيرة الجامعة لكن الإصرار والعزم على تحقيق الهدف كان دافعاً لأن تصل الجامعة إلى ماوصلت إليه بل تتطلع إلى غد مشرق إن شاء الله.

لقد اعتادت المؤسسات أن تستعيد ذكرياتها وإنجازاتها وهي تحتفل بمناسبة مرور فترة على إنشائها، والجامعة لاتستعيد ذلك فقط بل تنطلق إلى مرحلة جديدة بعد أن ثبتت قواعدها واستقر بناؤها الأكاديمي والإداري، ولاتتذكر السنوات الماضية إلاكحلم جميل تحقق بذلك مامر فيه من لحظات فرح وسرور أوتحد وعمل.

إن احتفال جامعة الإمارات العربية المتحدة ليس احتفال مؤسسة فقط بل هو احتفال وطن رأى في هذه المؤسسة تجسيداً لآماله في الإتحاد والنهضة، وهاهو اليوم يقطف ثمرة ذلك، وهو احتفال كذلك بالشموع المضيئة من أبناء الجامعة الذين ينيرون الطريق في كل زاوية من دولتنا الفتية فتحية لهذا الوطن المعطاء في يوم فرح الجامعة وتحية للجامعة في يوم فرح الوطن.