من منطلق الوقوف إلى جانب الشقيق والصديق ودرء الخطر عنه, جاءت عملية التضامن الإماراتي لنزع الألغام من جنوب لبنان حيث تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية لبنان الشقيقة في الخامس والعشرين من أكتوبر من عام2001 وذلك بمبادرة كريمة من صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رحمه الله حيث خصصت دولة الإمارات مبلغ 50مليون دولار للمساعدة في عملية نزع الألغام من المناطق المحررة من جنوب لبنان وتبع ذلك مباشرة إنشاء مركز تنسيق نزع الألغام بمشاركة إماراتية لبنانية وتحت مظلة الأمم المتحدة. توزع المشروع على ثلاث مراحل تضمنت الأولى تحديد وتنظيف الأفخاخ والأشراك الخداعية, أما المرحلة الثانية فـتوزعت إلى أربع مناطق جغرافية بلغت مساحتها الإجمالية 472 كم مربع وشملت 92 بلدة وقرية في أقضية صور وبنت جبيل ومرجعيون وتبين أن هذه المساحة تضم 306 حقل ألغام ضمت فيه 58 ألف لغم غالبيتها مضاد للأفراد, وقد انتهت المرحلتان الأولى والثانية قبل المدة المحددة بتسعة أشهر, علماً أن المعلومات عن مواقع الألغام كانت شبه مفقودة بعد أن امتنعت اسرائيل عن تسليم الخرائط وهذا ماجعل المهمة التي أوكلت للفريق الإماراتي تبدو شب مستحيلة, وتم التفاوض في شأن المرحلة الثالثة بين الإمارات ولبنان والتي أطلق عليها المنطقة الخامسة وشملت بلدات القليعة, مرجعيون, بلاط, ابل السقي, الخيام الماري, وراشيا الفخار, وبلغت مساحتها 87كم2 واحتوت 75 حقلاً ضمت نحو 16 ألف لغم. واستخدمت وسائل وتقنيات متقدمة خلال الأعمال واستعانت وحدة الامارات عبر شركتين تم تكليفهما العمل بأحدث الأجهزة والكلاب المدربة وغير ذلك لتنفيذ المهمة بظرف زمني قياسي وتمكن فريق العمل الإماراتي من استكمال المهمة رغم الظروف الجوية والطبيعة الصعبة بما في ذلك طبيعة الأرض التي تتوزع على منحدرات وهضاب كان من الصعب فيها استخدام كاسحات الألغام وماشابه, وتشير الاحصاءات إلى وجود عشرات القتلى وحوالي 4 الاف مصاب من الشعب اللبناني بسبب إصابة أغلبيتهم بالألغام الأرضية المضادة للأفراد, كما أن هناك عدداً من المصابين من القذائف غير المنفجرة أو القنابل العنقودية والأجسام المشبوهة وأغلبيتهم يعانون مشاكل صحية جمة, يذكر أن الإحصاءات والتقارير المحلية قدرت في أعقاب الإنسحاب الإسرائيلي وجود حوالي 550ألف لغم موزعة على الأراضي اللبنانية, فيما أشارت تقارير الأمم المتحدة والسلطات اللبنانية إلى وجود حوالي 400 ألف لغم متعدد الأنواع, وفي يونيو من عام 2004 احتفلت دولة الإمارات ولبنان بمناسبة إنجاز عملية التضامن الإماراتي لنزع الألغام من جنوب لبنان الذي حقق نجاحاً لاهراً في فترة وجيزة تم خلالها غزالة أكثر من 62 ألف لغم من منطقة بلغت مساحتها 5 ملايين متر مربع شملت 123 قرية ومزرعة في أقضية صور وبنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا.