المناسبةُ غاليةٌ...غالية, والمحتفى بها هي الأم الرحوم التي اختارها القدر لتلعب الدور الطليعي في نهضة المرأة الإماراتية وإعلاء شأنها, وإعدادها الإعداد الأمثل كفتاة...وكإمرأة ...وكأم تأخذ دورها الطبيعي في بناء الأسرة وتربية الأجيال الصاعدة التي هي عماد الوطن في مسيرته المباركة نحو غد مشرق واعد.
صاحبة العيد في سطور
ولدت صاحبة السمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ونشأت بمدينة العين, واقترنت بفقيد الوطن الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان( طيب الله ثراه) في الستينات من القرن المنصرم, ومنذ انتقال سموها إلى مدينة أبوظبي مع ارتقاء فقيد الوطن سدة الحكم في إمارة ابوظبي في السادس من أغسطس 1966. شرعت في غرس الفسائل الأولى لمسيرة إنسانية واجتماعية مباركة قدر لها أن تنمو وتكبر حتى أصبحت بساتين غنّاء بأشجارها الباسقة وارفة الظلال تتفيأها بنت الإمارات في شتى مراحل حياتها....طفلة وفتاةً وامرأةً وأماً...تغرف من مَعين العلوم والمعارف مايؤهلها للقيام بدورها في خدمة أسرتها ووطنها.
أربعون عاماً من نادر العطاء الذي لاحدود له, ثلاثون منها تالية لقيام الإتحاد النسائي عام 1975م, هي مايمثل ماضي وحاضر العمل النسائي في الدولة والقاعدة الصلبة لمستقبله, حيث فاطمة بنت الإمارات – الزوجة والأم, هي المثل والمثال, تقتدي بها بنت الإمارات في جهدها المخلص وتفانيها المطلق وحسن تربيتها لأولادها, واهتمامها بأسرتها وتمسكها بدينها وتقاليدها. وقد كان إنشاء جمعية نهضة المرأة الظبيانية عام 1973 بمثابة المحرك الرئيس لعظيم الإنجازات التي حققتها المرأة بالدولة, مع تنامي هذه الإنجازات على مختلف الأصعدة, كان لابد من توسيع أطرها على مستوى دولة الإتحاد من خلال إنشاء الاتحاد النسائي العام في عام 1975. واتخذت انجازات سموها مرتكزات هي بمثابة عناوين بارزة لرؤية صاحبة العيد, تحولت بفعل إرادتها الصلبة وعملها المتفاني إلى حقائق ناصعة. ولقد تجلت هذه الإنجازات غير المسبوقة على مختلف الأصعدة, فعلى الصعيد المحلي استحقت سموها عن جدارة لقب رائدة نهضة المرأة الإماراتية وهي أم الخير بامتياز ورعايتها لمشروعات البر والخير عصية على التعداد, فمن رعاية الأطفال إلى كفالة الأيتام والإهتمام بالمعوقين والمسنين, إلى رعاية برامج محو الأمية والتثقيف الصحي, إن هي إلا شواهد على ماتمتاز به هذه الام الحنون المعطاء من خصال كريمة حباها بها الله تعالى وترجمتها سموها إلى أعمال مجيدة مشرقة خالدة ستظل تذكرها لها الأجيال على مر السنين, وقد تجاوزت هذه الأعمال المجيدة النطاق المحلي نحو العالمية حيث لسموها ايادٍ بيضاء داعمة للأعمال الخيرية والإنسانية في دنيا العرب والعالم.
إن تسليط الضوء على صفحات مشرقات من سجل إنجازات صاحبة العيد وعطاءها, لابد أن تمر بمفاصل هامة مثل مهرجان طبق الخير عام 1982 كمحفز للعمل التطوعي المتميز والذي خصص ريعه لدعم أعمال الخير على المستوى العالمي, وجائزة البر السنوية عام 1997م, واسمها يدل على معناها, وجائزة الاسرة المثالية عام 1997 الهادفة إلى دعم تماسك الأسرة, كل هذا إضافة إلى ماجادت به ايادي سموها البيضاء من تبرعات مادية سخية في مجالات العمل الإنساني والاجتماعي محلياً وإقليمياً.
|