لدولة الإمارات العربية المتحدة تاريخ عريق, فقد كان مايعرف اليوم بدولة الإمارات في العصور القديمة جزءاً غنياً بالموارد, مهماً استراتيجياً ثرياً بحضاراته المتنوعة في منطقة غرب اسيا القديمة, حتى منتصف الخمسينات من القرن الماضي لم يول الانتداب البريطاني اهتماماً كافياً بالتنمية الإقتصادية للبلاد, وكان الحكام يشقون الطريق بأنفسهم نحو إرساء بدايات البنية الأساسية الحديثة, وفي بداية عام 1968م أعلن البريطانيون عن نيتهم في إنهاء إنتدابهم للمنطقة بحلول نهاية عام 1971م.
أدرك الشعب وحكام الإمارات الأخطار الناجمة عن التجزءة والتفكك, وازداد الوعي بضرورة قيام اتحاد يجمع بين الإمارات السبع ويتيح لها فرص الإنطلاق والتقدم, اجتمع حكام الإمارات في 2 ديسمبر 1971م, وتحقيقاً لإرادة شعب الإمارات واستجابة لرغباته صدر هذا الإجتماع البيان التاريخي الذي نص على قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة. تم اتخاب الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان-رحمه الله- رئيساً للدولة, وانتخب الشيخ راشد بن سعيد ال مكتوم –رحمه الله- نائباً للرئيس. بادرت دولة الإمارات بعد إعلان قيامها إلى الإنضمام إلى عضوية جامعة الدول العربية في السادس من ديسمبر 1971م, وانضمت غلى عضوية الأمم المتحدة في التاسع من ديسمبر عام 1971م, انطلاقاً من إيمانها العميق بميثاق الأمم المتحدة والأعراف الدولية, وهكذا تمضي الإمارات العربية المتحدة قدماً نحو بناء مستقبلها امنة مستقرة وقادرة على مواصلة المسيرة الخيرة التي بدأها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد, حققت فيها نهضة تشبه المعجزة, ليس على الصعيد المادي والخدماتي فقط, وإنما على الصعيد المعنوي والإنساني. وقد تسلم قيادة المسيرة التنموية والنهضوية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان – حفظه الله- بعد أن كان رفيق درب والده وشريكه في تجربته, والمشارك الأساسي في عمله الدؤوب من أجل رفعة الإمارات وشعبها, والمحيطين الإقليمي والعربي, فخليفة بن زايد ورث حكمة أبيه وصفاته النادرة ومناقبه المعهودة التي أوصلت دولة الإمارات إلى مكانة مرموقة ومتميزة في العالم.
|